قصة يوسف عليه السلام
"أحسن القصص"
◈ معاني القصة متجسدة.. وكأنك تراها بالصوت والصورة..
◈ كل عناصر القصة الجيدة متوفرة بها: من التشويق، واستخدام الرمز، والترابط المنطقي، وغير ذلك..
◈ تبدأ بحلم، وتنتهي بتفسير هذا الحلم..
وكأن الله يُخبرنا أن نتمسك بأحلامنا، المريض سيشفى، والغائب سيعود، والحزين سيفرح، والكرب سيرفع، وصاحب الهدف سيصل.
◈ الهدف من قصة يوسف هو ما جاء في آخر سطر من القصة :
إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ
لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)
لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)
◈ والقصة كاملة تتمحور حول ثلاثة أمور:
💧 ثِق في تدبير الله..
💧 اصبر..
💧 لا تيأَس..
وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ
إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ
إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)
حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ (110)
◉ من الطريف أن "قميص يوسف":
◈ استُخدم كأداة براءة لإخوته = فدل على خيانتهم..
◈ ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز = فبرَّأه!!
◈ ثم استخدم للبشارة = فأعاد الله تعالى به بصر والده..
فما قد يحزنك اليوم قد يسرك غداً... فقط أحسن الظن بربك
وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)
سمعوا كلمة ذئب من أبيهم فاستخدموها في الحيلة..
لا تبين السهم القاتل في توجيهاتك التربوية..
وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ (84)
رغم أن كل أبنائه معه إلا يوسف..
بعض الأماكن لا يملؤها إلا شخص واحد..
اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ (87)
فقده طفلاً قبل سنين ويطلب البحث عنه..!!
إذا حدثوك عن الاحتمالات العقلية..
فحدثهم عن الثقة بالله..
◉ الشيء الجميل، قد تكون نهايته سيئة والعكس !!!!!
وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا
وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ
وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا
وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
(216) البقرة
◈ فيوسف أبوه يحبه.. و هو شيء جميل.. فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في البئر !!!
◈ ثم الإلقاء في البئر.. شيء فظيع.. فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز !!
◈ ثم الإكرام في بيت العزيز شيء رائع.. فتكون نهايته أن يدخل يوسف السجن !!
◈ ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع.. فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر !!!!
◉ الهدف من ذلك:
💥 أن تنتبه، أيها المؤمن، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك.. فلا تشغل نفسك به.. ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء.. وفق عِلمه وحِكمته..
💥 فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط.. ولم تفهم الحكمة منها.. فلا تيأس ولا تتذمَّر.. بل ثِق في تدبير الله.. فهو مالك هذا المُلك.. وهو خير مُدبِّر للأمور..
ﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻭﻥ ﺃﻟﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ
ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ ﺑﺎﻋﻮﻩ ﺑﺜﻤﻦ ﺑﺨﺲ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻮﻥ ﺃﻟﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ
ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺧﻄﻄﻮﺍ ﻟﻪ ﻭﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺭﻓﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ
ﻭﺍﻟﻤﻀﻄﺮﻭﻥ ﺳﺠﺪﻭﺍ ﻟﻪ
ﻓﻼ ﺍﻟﺠﺐ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺤﺐ
ﻭﻻ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻜﺮﻩ
ﻭﻻ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺮﺿﺎ
ﻭﻻ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ( ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺠﺘﺒﻴﻚ ﺭﺑﻚ )
ﻓﻄﺮﻳﻖ ﺍﻻﺟﺘﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ .
ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻮﻩ ﻓﻠﻢ ﻳَﻤُﺖ .
ﺛﻢ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻄﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ فيمحى أثره ﻓﺎﺭﺗﻔﻊ ﺷﺄﻧﻪ .
ﺛﻢ بيع ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻤﻠﻮﻛﺎً ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻠﻜﺎً
ﺛﻢ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻤﺤﻮﺍ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩﺕ .
ﻓﻼ ﺗﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻮﻕ ﺇﺭﺍﺩﺓ البشر ..
🔶 يقول إبن القيم رحمه الله :
" تولى الله عز وجل أمر يوسف عليه السلام ، فأحوج القافلة في الصحراء للماء ليخرجوه من البئر !
ثم تولى أمره ، فأحوج عزيز مصر للأولاد ليتبناه !
ثم تولى أمره ، فأحوج الملك لتفسير الرؤيا ليخرجه من السجن !
ثم تولى أمره أيضا ولكن هذه المرة أحوج مصر كلها للطعام ليصبح هو عزيز مصر ! ""
[ باختصار ] :
إذا تولى الله أمرك .. سخر لك أسباب السعادة وأنت لا تشعر !" اللهم تولنا فيمن تولّيت " ..
🔻 وأخيراً
إخوة يوسف عندما كانت لهم مصلحة مع أبيهم
قالوا: 《أخانا》(فأرسل معنا أخانا)..
وعندما انتهت المصلحة
قالوا: 《ابنك》(إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ)..
عند الكثيرين يتغيّر الخطاب بتغير المصالح
فحين يمرض من نحب نقول «ابتلاء»
وحين يمرض من لا نحب نقول «عقوبة»
وحين يصاب من نحب بمصيبة نقول «لأنه طيب»
وحينما يصاب بمصيبة من لا نحب نقول «لأنه ظلم الناس».
احذر من توزيع أقدار الله على «هواك»
كلنا حاملون للعيوب ولولا رداء من الله اسمه 《الستر》 لانحنت أعناقنا من شدة الخجل ..!
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا في الدنيا والآخرة.
______________________________
موضوع ذو صلة
------------------------------
🔷 قصة يوسف ... المدير ورئيس الإدارة