بناء الأصول هو نهج الأثرياء
وبناء الخصوم هو نهج الفقراء
كثيرًا ما نسمع قصص نجاح لأشخاص بدأوا من الصفر وكونوا ثروات ضخمة.
ونسمع ونرى في المقابل مئات الأشخاص الذين بدأوا من الصفر ولا زالوا فقراء رغم كل الأموال التي كسبوها خلال مسيراتهم المهنية.
فما هي أبرز الفروقات بين طرق تفكير الفئتين؟
وما تأثير العقلية في تحقيق الثراء أو البقاء في الفقر؟
بناء الأصول وبناء الخصوم
قرأت قصة لشاب فاز بمسابقة حظ وحاز على مليون دولار عبر عجلة الحظ.
فكيف أصبحت حياة هذا الشاب بعد حصوله على المليون دولار؟
صدق أو لا تصدق .. لقد أصبح مديونًا بمبلغ كبير بعد أقل من سنة!
كان يبني الخصوم بدلًا من بناء الأصول!
ما حدث هو أن الشاب بدأ بشراء سيارة فارهة، ثم أتبعها باستأجار فيلا ، ثم قضى بعض الوقت الممتع في السفريات. لكن ما إن انتهى المليون حتى وجد نفسه غارقًا في الديون.
السيارة تتطلب صيانة، والصيانة مكلفة جدًا لهذا النوع من السيارات الفارهة.
الفيلا كذلك تحتاج لدفع الإيجار وإلى حارس وخدم، وهو لم يعد يمتلك رواتبهم وقيمة الإيجار.
هذا ما يسمى بشراء الخصوم، وهو أسلوب الطبقة الفقيرة والطبقة الوسطى.
فشراء الخصوم هو أن تشتري ما يحتاج إلى نفقات إضافية ولا يعود عليك بدخل، أو أن الدخل العائد منه أقل من نفقاته.
قد تحتاج في طريقك للنجاح إلى قرض مالي ولكن انتبه للقروض
القروض الجيدة و القروض السيئة
القرض الجيد:
هو كل قرض غرضه بناء الأصول.
القرض السيئ:
هو كل قرض غرضه النفقات أو الخصوم.
فاقتراض المال لأجل شراء عقار هو قرض جيد.
واقتراض المال لأجل رحلة سياحية هو قرض سيئ.
هناك أشياء تندرج تحت القروض السيئة، لكنني أحتاجها!
ضع في ذهنك أن كل قرض ضروري لبناء الأصول هو قرض جيد، فالاقتراض بهدف شراء جوال يخدم بناء الأصول هو قرض جيد، لكنه يصبح سيئًا إذا ما كانت مواصفات الجوال تفوق الحاجة وهدفها الرفاهية لا الضرورة.
ما فائدة الثروة إن كنت سأستغني عن الرفاهية؟
هذه نقطة هامة، فالبعض يظن أن عليه العيش في ضيق وكدر كل حياته من أجل أن يكون رجل أعمال أو مستثمر ناجح.
والحقيقة أن الأمر ليس بهذه الصورة، إنما المطلوب هو تخفيض النفقات بقدر الإمكان إلى حين الوصول إلى الحرية المالية ( الدخل يزيد عن الصرف).
بعد ذلك يمكنك أن تضيف الكماليات والأمور الترفيهية إلى حياتك شيئًا فشيئًا دون أن تتجاوز نفقاتك الدخل الشهري القادم من الأصول.
الخلاصة:
قبل أن تشتري أي شيء فكّر، هل هذا سيضيف إلى أصولي شيئًا أم لا؟
إذا كان سيضيف لها شيئًا فهذا رائع!
أما إن كان سيضيف للخصوم أو النفقات فقط دون عائد يُرجى، فالأفضل تركه أو التقليل منه للحد الأدنى.
أسأل نفسك:
هل جربت سابقًا أن تقوم ببناء أصول؟ ما نوعها وكيف وجدت جدواها؟
ومضات:
كل تجربة قاسية تخلف لك تذكاراً من الحكمة.
ولن يكون عمرك كله ربيعاً
بل قد تتناوب عليك الفصول الأربعة
قاعدة نفسية تقول:
ما تمارسه يومياً سوف تتقنه بكفاءة عالية، فعندما تمارس القلق ستقلق لأتفه الأمور، وعندما تمارس الغضب ستغضب بدون سبب.
لذا مارس الطمأنينة لتتقن السكينة، ومارس التفاؤل والأمل لتتقن راحة البال، ومارس الثقة وحسن الظن بالله في حياتك تنعم بالسعادة والأمان والخير.
اتق الله حيثما كنت
يجعل لك مخرجًا من كل هم وغم، وييسر أمرك، ويرزقك من حيث لا تحتسب.
توكل على الله دومًا
فمن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا.
تصدق فما نقص مال من صدقة
وما أنفقت من شيء فهو يخلفه سبحانه، ويضاعفه لك أضعافًا مضاعفة، ويبارك لك ويرضى عنك ويرضيك في الدنيا والآخرة، ويقيك الأمراض وشر الحوادث.